بلدي نيوز - (شحود جدوع)
قتل ما يزيد عن 300 عنصر من الميليشيات التابعة لنظام الأسد، منذ بداية العام الحالي، ينحدرون من الطائفة العلوية، التي ينحدر منها بشار الأسد رأس النظام.
اللافت في النعوات التي تنشر أسماء قتلى النظام، أن أغلب القتلى المنشورة أسماؤهم يحملون رتبة "ملازم شرف"، الأمر الذي يدل على أن القتلى هم مدنيون من الطائفة العلوية، إلا أن النظام جندهم بدوافع طائفية لقمع الحراك السلمي للثورة السورية بداية، ثم الاشتراك في قتال السوريين الرافضين لحكم الأسد لاحقا، حيث شكل النظام عشرات الكتائب من المتطوعين المدنيين من أبناء الطائفة العلوية بشكل خاص، والتي أشرف على تشكيلها ضباط أمن وجيش ومخابرات كـ(صقور الصحراء، ومجموعات الفهد، ومغاوير البحر، والدفاع الوطني، ودرع الجبل) وغيرها.
ويلاحظ أن أغلب عناصر "الشبيحة" لا يحملون شهادات جامعية، بل إن أغلبهم لم يتابعوا دراستهم الإعدادية والثانوية، ولم يتسنَّ لهم التطوع في الجيش والأفرع الأمنية بسبب شهاداتهم الدنيا، في الوقت الذي يتطوع ٩٠٪ من حملة الشهادات العلويين في الجيش أو الأمن أو حتى المشافي العسكرية، والإنشاءات العسكرية لحملة الشهادات الطبية، والهندسية من الطائفة.
واستغل نظام الأسد الوضع الاقتصادي المتردي لقسم كبير من أبناء طائفته، فاستطاع الأسد الأب والابن، تطويع أكبر عدد من شبان الطائفة العلوية في خدمة عائلته في جيشه وأفرعه الأمنية، مستغلاً فقرهم وعدم وجود عمل بديل، فمنحهم وظائف برواتب تساعدهم على المعيشة اليومية، ولم يسلمهم المناصب الحساسة التي تقاسمها (آل الأسد ومخلوف وشاليش)، وبعض العائلات القليلة المقربة من عائلة الأسد.
الإعلام كسلاح ترهيب
استخدم نظام الأسد وسائل إعلام الدولة كوسيلة لترهيب العلويين وتخويفهم من الثورة السورية، في الوقت الذي كانت الثورة تنادي بتغيير حكم العائلة، وحاولت كثيراً جذب العلويين إلى صفها، لكن عائلة الأسد ومن ورائها مجموعة من الضباط المقربين ورطت مجموعات الشبيحة بتشجيعهم على عمليات القتل والنهب والخطف والتعفيش، فارتبطت مصالح مجموعات كبيرة من الشبيحة بوجود الأسد ومصيرهم بمصيره.
ومع دخول الثورة السورية عامها السادس، وتدخل كل من روسيا وإيران وميليشيا "حزب الله" على الأرض إلى جانب نظام الأسد، إلا أن حلفاء النظام ينظرون إلى جيشه وميليشياته بازدراء، ويشككون بأهليّته وقدرته على القتال أو الحفاظ على الأراضي التي يستعيدها من المعارضة.
وتؤكد الحال النشوز العلوي الأخير من الفيلق الخامس المُنشأ حديثاً، وهجرة شبابهم إلى أوروبا ولبنان، إلا أن أكبر دليل على أتساع الهوة بين عائلة الأسد والطائفة العلوية، التي اكتشفت متأخراً وبعد ما يزيد عن مئة ألف قتيل، أن العائلة الحاكمة استهلكت كل الفئة الشابة وزجتها في صراع أشبه بثقب أسود، وتحاول من جديد جذب الفئات الناشئة حديثاً بشتى الوسائل، فهل سيكون للعلويين وعي جماعي يبعدهم عن ما ورطهم به الأسد، وهل سينتقمون لنفسهم ويثورون على العائلة التي جعلت من أبنائهم بيادق تستخدمهم في الحرب وتتخلى عنهم في أول "بازار"؟.